السبت، 8 سبتمبر 2012


ربح البيع ابا الدرداء




كان الرسول محمد صلي الله عليه وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول


يشكو إليه


قال الشاب " يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور ، فرفض ، طلبت منه إن يبيعني إياها فرفض "


فسأله الرسول ان يترك له النخله او يبيعها له فرفض الرجل


فأعاد الرسول قوله " بع له النخله ولك نخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام "


فذهل اصحاب رسول الله من العرض المغري جدا جدا فمن يدخل النار وله نخله كهذه في الجنه


وما الذي تساويه نخله في الدنيا مقابل نخله في الجنه


لكن الرجل رفض مرة اخرى طمعا في متاع الدنيا


فتدخل احد اصحاب الرسول ويدعى ابا الدرداء


فقال للرسول الكريم


إن اشتريتُ تلك النخله وتركتها للشاب ألي نخله في الجنه يا رسول الله ؟


فأجاب الرسول نعم


فقال ابو الدرداء للرجل


أتعرف بستاني يا هذا ؟


فقال الرجل ، نعم ، فمن في المدينه لا يعرف بستان ابا الدرداء ذو الستمائة نخله والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله


فكل تجار المدينه يطمعون في تمر ابي الدرداء من شده جودته


فقال ابو الدرداء ، بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي


فنظر الرجل الي الرسول غير مصدق ما يسمعه


أيعقل ان يقايض ستمائة نخله من نخيل ابي الدرداء مقابل نخله واحده فيا لها من صفقه ناجحه بكل المقاييس


فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة على البيع


وتمت البيعه


فنظر ابو الدرداء الي رسول الله سعيدا سائلاً " ألي نخله في الجنه يا رسول الله ؟ "


فقال الرسول " لا " فبهت أبو الدرداء من رد رسول الله


فأستكمل الرسول قائلا ما معناه " الله عرض نخله مقابل نخله في الجنه وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله ، ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنه بساتين من نخيل اعجز على عدها من كثرتها


وقال الرسول الكريم " كم من مداح الى ابي الدرداء "


" والمداح هنا – هي النخيل المثقله من كثرة التمر عليها "


وظل الرسول يكرر جملته اكثر من مرة لدرجه ان الصحابه تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول صلى الله عليه وسلم لي ابي الدرداء


وتمنى كل منهم لو كان ابا الدرداء


وعندما عاد ابو الدرداء الى امرأته ، دعاها الي خارج المنزل وقال لها


" لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط "


فتهللت الزوجه من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجاره وشطارته وسألت عن الثمن


فقال لها " لقد بعتها بنخله في الجنه يسير الراكب في ظلها مائه عام "


فردت عليه متهلله"ربح البيع ابا الدرداء ربح البيع"


فمن منا يقايض دنياه بالاخره ومن منا مستعد للتفريط في ثروته او منزله او سيارته مقابل الجنه




ارجو ان تكون القصه عبرة لكل من يقرأها


فالدنيا لا تساوي ان تحزن او تقنط من مشاكلها او يرتفع ضغط دمك من همومها


فما عندك زائل وما عند الله باق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق