دروس من الهجرة

أولاً: الأخذ بالأسباب
لقد بذل رسول الله 


ولكن الدرس هنا أنك إذا قمت بما عليك وأخذت بما تستطيع من أسباب، فإن الله



ثانيًا: الاعتماد على الله
لم يعتمد الرسول 


وظهر ذلك أيضًا في أنه لم يكن يكثر الالتفات في الطريق، فقد أدَّى ما عليه، وما أراد اللهُ

ثالثًا: الأمل والثقة في النصر
لم يفقد رسول الله 
رابعًا: حرص رسول الله على الصحبة
رأينا حرص رسول الله 



وقد طبَّق رسول الله




خامسًا: رسول الله.. القائد القدوة
وضح لنا في هذه الرحلة كيف أن القائد العظيم 



سادسًا: الدعوة في مكان وزمان
رأينا كيف أن الدعوة في دمّ رسول الله 

سابعًا: استعداد الصّدّيق للعمل لله تحت أي ظرف
رأينا في هذه الرحلة استعداد الصّدّيق 





ثامنًا: حب الصّدّيق لرسول الله
رأينا كيف يحب الصّدّيق 


إنه يحب الرسول





تاسعًا: بذل وعطاء الصّدّيق للدعوة
رأينا بذل الصّدّيق وعطاء الصّدّيق وإنفاق الصّدّيق 


عاشرًا: جهد الداعية مع أهل بيته وعشيرته
شاهدنا في قصة الهجرة أمرًا لا بد أن نقف معه وقفة، أرأيتم كيف استعمل الصّدّيق 
لقد نقل الصّدّيق


كان هذا هو الدرس العاشر من دروس الهجرة المباركة، فتلك عشرة كاملة. ولا شك أن دروس الهجرة أضعاف ذلك، ولكن لا يتسع المجال لمزيد من التفصيل.
نهاية مرحلة وبداية عهد جديد
بهذه الهجرة السعيدة الناجحة تمت مرحلة مهمة، بل مهمة جدًّا من مراحل
السيرة النبويّة، تمت المرحلة المكيّة بكل أحداثها وآلامها ومشاكلها، إنها
مرحلة ذات طابع خاص بل وخاصٍّ جدًّا، بدأ الإسلام فيها غريبًا، واستمر
غريبًا إلى قرب نهايتها، إلى أن آمن الأنصار 

كان الاهتمام الرئيسي لرسول الله


وإلى جانب العقيدة الراسخة، فقد تعلم المؤمنون في هذه المرحلة الأخلاق الحميدة، والخصال الرفيعة، هُذِّبَت نفوسُهم، وسَمتْ أرواحهم، وارتفعوا عن قيم الأرض وأخلاق الأرض وطبائع الأرض، إلى قيم السماء وأخلاق السماء وطبائع السماء، لقد نزل الميزان الحق الذي يستطيع الناس به أن يقيِّموا أعمالهم بصورة صحيحة، وعرف المؤمنون في هذه المرحلة أن الطريق الطبيعيّ للجنة طريق شاقّ صعب، مليء بالابتلاءات والاختبارات، ما تنتهي من امتحان إلا وهناك امتحان آخر، تعب كلها الحياة، والله يراقب العباد في صبرهم ومصابرتهم وجهادهم، ولن يُستثنى أحد من الاختبار، ويُبتلى المرء على حسب دينه.
ومع كون المرحلة بكاملها كانت عبارة عن فقرات مختلفة من الإيذاء والتعذيب، سواء على الروح أو على الجسد، إلا أنها كانت لا تخلو من سعادة، بل كانت كل لحظاتها سعيدة، لكن ليست السعادة الماديّة الحسيّة التي يجدها الناس في طعام أو شراب أو شهوة، إنما سعادة الروح والقلب، سعادة الطاعة لله





لقد كانت الفترة المكية بمنزلة الأساس المتين للصرح الإسلامي الهائل.
من المستحيل أن يجتاز المسلمون خطوات كبدر والأحزاب وخيبر وتبوك، دون المرور على فترة مكّة، من المستحيل أن تُبنى أمة صالحة، أو تنشأ دولة قوية، أو تخوض جهادًا ناجحًا، أو تثبت في قتال ضارٍ، أو تقف بصلابة أمام كل فتن الدنيا إلا بعد أن تعيش في فترة مكّة بكل أبعادها.
على الدعاة المخلصين أن يدرسوا هذه المرحلة بعمق، وعليهم أن يقفوا أمام كل حدث، وإن قصر وقته أو صغر حجمه وقوفًا طويلاً.
هنا البداية التي لا بد منها، بغير مكّة لن تكون هناك المدينة، وبغير المهاجرين لن يكون هناك أنصار، وبغير الإيمان والأخلاق والصبر على البلاء لن تكون هناك أمة ودولة وسيادة وتمكين.
كانت هذه هي فترة مكّة الجميلة، نعم الجميلة؛ لأنها تحكي قصة رسول الله


د. راغب السرجاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق